كيف تختار جهاز فلترة مياه منزلي مناسب لاحتياجاتك؟
ما هي أنواع فلاتر المياه المتوافرة في السوق، وما هي أفضل أجهزة فلترة المياه؟ تعرف على طريقة اختيار الفلتر الأفضل
مع كون أجسامنا مكونة من الماء بنسبة 70% وكون هذا السائل الشفاف واحداً من أساسيات حياتنا بأكملها، فمن المنطقي أن نحاول الحصول عليه بالشكل الأنقى والأنظف قدر الإمكان، فعدا عن كون الماء محلاً فعالاً للعديد من الفلزات والمعادن (التي يعد بعضها ضاراً للغاية بالصحة) فهو البيئة المثالية لتكاثر البكتريا والفطريات بالإضافة للعديد من العوالق والطفيليات الضارة التي قد تسبب الأمراض والاضطرابات الصحية.
وفقاً للعديد من المؤرخين فتلوث المياه بمعدن الرصاص السام كان أحد الأسباب الرئيسية لانهيار الإمبراطورية الرومانية (كونه أدى إلى انخفاض متوسط العمر للرومان حينها وقلل عدد السكان بشكل كبير)، ومع أننا تخلينا عن استخدام الأنابيب الرصاصية منذ زمن بعيد الآن، فالمياه التي نشربها كل يوم لا زالت تحتوي أحياناً على نسب منخفضة من المعادن الضارة كالرصاص والنحاس والزئبق، لذا فاقتناء نظام فلترة وتنقية مياه منزلي يعد فكرة جيدة في العديد من الحالات.
هل تحتاج لجهاز فلترة مياه أصلاً؟
على عكس الحال قبل عدة عقود عندما كان الاعتماد في الحصول على مياه الشرب يتركز على الينابيع والآبار، فالغالبية العظمى من الأشخاص اليوم باتوا يعتمدون على شبكات المياه الحكومية لتغذيتهم بالماء بشكل متواصل. هذا الانتقال نحو نظام مائي موحد حمل معه إيجابيات صحية كثيرة كون هذه المياه تتعرض لعمليات فلترة وتعقيم تجعلها مناسبة للاستهلاك البشري وضمن الحدود الطبيعية للأملاح المنحلة.
استخدام المياه من الشبكة لا يعني أنها نقية تماماً بالضرورة، فمع أنها تمر بعدة مراحل من التنقية في طريقها للوصول إلى المنازل فبعض المواد من الممكن أن تمر من هذه المراحل المتعدة من ناحية، كما أن وجود أنابيب مهترئة وكون شبكات المياه قديمة ومتآكلة جزئياً في معظم الأحيان يعني أن بعض المواد الضارة من الممكن أن تصل إلى المنزل وتستخدم من قبل سكانه دون إدراك لضررها. بالإضافة لذلك، فحتى اليوم لا تزال العديد من المناطق وخصوصاً في الأرياف تستخدم مياه الآبار دون أي تنقية وهذه ما قد يشكل خطراً صحياً حقيقياً في حال كانت المياه ملوثة.
للتأكد من كون المياه ضمن الحدود الطبيعية للاستخدام دون مخاطر صحية يجب أخذ عينات من المياه الآتية من الشبكة ومن مياه الخزان كذلك وتحليلها في مخبر للتأكد من محتوياتها. عملية التحليل غير مكلفة عادة كما أنها سريعة وغالباً ما تظهر نتائجها ضمن اليوم نفسه. يمكن مقارنة النتائج بالحدود المقبولة للمكونات ضمن الماء وتحديد كون المياه نقية كفاية للاستهلاك مباشرة أو أنها تحتاج لفلتر ونظام تنقية قبل ذلك.
حدد نوع المواد التي ترغب بتخفيض تركيزها ضمن المياه
قبل اتخاذ القرار بالحصول على فلتر للمياه، يجب أن تعرف نوع المواد الملوثة أو التي تفضل تخفيض تركيزها ضمن الماء أولاً. فالفلاتر وأنظمة تنقية المياه تأتي مختصة بأنواع من الشوائب أو الملوثات ولا وجود لنظام تنقية منزلي متكامل يقوم بأداء جميع المهام معاً. لذا يجب أن تكون الخطوة الأولى دائماً هي تحليل المياه ومعرفة المواد التي لا يجب أن تكون موجودة أو يجب أن تكون موجودة بتراكيز أقل ضمن الماء ومن ثم استشارة اختصاصي لمعرفة التراكيز المقبولة لهذه المواد.
يجب الانتباه جيداً إلى كون الأنظمة التي تقوم بتخفيض جميع المواد المنحلة في الماء ليست مثالية أو جيدة حتى، فالفلاتر تنقسم إلى نوعين إما أن تكون أشبه بحاجز تصفية يقوم بمنع الجزيئات كبيرة الحجم كالتراب والرمل أو حتى البكتريا والأحياء الدقيقة من المرور، أو أن تكون فلاتر كيميائية تعتمد على تفاعل المادة المنحلة في الماء مع مادة موضوعة ضمن الفلتر مرسبة إياها بحيث لا تستمر مع الماء الجاري.
مع كون الفلاتر الكيميائية (التي تكون أكثر فعالية مع الأملاح المنحلة) تأتي مع قدرة ثابتة على تخفيض تركيز هذه الأملاح في الماء، فمن الخاطئ استخدامها دون معرفة تركيز المواد ضمن الماء أصلاً، بل يجب أن يتم اختيارها واختيار شدتها تبعاً لتركيبة الماء الخاصة بالمنزل والتي قد تختلف بين منزلين متجاورين حتى.
تحديد نوع الفلتر الذي تحتاجه: نظام تنقية عند مدخل المياه أو عند مخرجها
تنقسم فلاتر المياه المستخدمة إلى نوعين أساسيين حسب مكان التنقية ودرجتها من ناحية، وحسب الحاجة لتنقية المياه بأكملها أو تنقية المياه المستخدمة للشرب وصنع الطعام فقط. الاختلاف يمتد إلى صعوبة التركيب والتبديل والصيانة من ناحية، كما يحدد الفئة السعرية الخاصة بالفلتر أيضاً. النوعان الأساسيان للفلاتر هما:
- نظام التنقية الكامل (من مدخل المياه): يتم تركيب هذا النوع من الأنظمة عند مدخل المياه إلى المنزل، سواء من الشبكة الرئيسية أو من البئر أو خزان المياه. وعادة ما تحتوي هذه الأنظمة على أساليب تنقية متطورة أكثر مثل قتل الأحياء الدقيقة بالضوء فق البنفسجي مع فلاتر تقوم بخفض تركيز النترات والكبريت والأملاح الشائعة الانتشار في المياه من ناحية، مع فلاتر تقوم بتصفية العوالق التي تسبب اللون أو الطعم او الرائحة السيئة للمياه. ومع أن هذه الفلاتر لا تستطيع تنقية المياه المالحة حقاً، فبعض أنواعها تستطيع "تحلية المياه" التي تحتوي تركيزاً أعلى بقليل من المعتاد للأملاح كما تقوم بتليين الماء العسر (أو ما يسمى بالماء القاسي).
يجب الانتباه إلى كون تركيب هذه الأنظمة ليس بالأمر السهل تماماً ويحتاج لمختص بالتمديدات الصحية، كما أن صيانته عادة ما تكون متباعدة (لكنها تختلف تبعاً للطراز ولمستويات الملوثات في الماء). التكلفة العالية هي أمر أكيد في معظم الحالات، فهذه الأنظمة تستخدم تقنيات أكثر تقدماً وكفاءة لتتمكن من تنقية كامل المياه اللازمة لتغذية المنزل. - نظام التنقية المحدود (من مخرج المياه): عادة ما تستخدم هذه الأنظمة في حالات كون الماء نقياً إلى حد بعيد مع مستويات مرتفعة بشكل طفيف من الأملاح أو المعادن الثقيلة حيث تكون صالحة لمختلف أغراض التنظيف والاستحمام وغيرها، لكن غير صالحة للشرب وإعداد الطعام مثلاً. وتتراوح هذه الأنظمة في الحجم من قطع صغيرة يتم تركيبها على صنبور المياه بشكل مباشر إلى أحجام كبيرة نسبياً مثل الفلاتر الخاصة ببرادات المياه.
غالباً ما تكون هذه الأنظمة محدودة الفعالية بأنواع محددة من الشوائب والملوثات في الماء، لذا يجب انتقائها بشكل متأنٍ وبعد تحليل الماء واستشارة الخبراء في الموضوع. النوع الأكثر شيوعاً عادة هو النظام الموجود ضمن برادات المياه، فعدى عن قدرة هذه الأجهزة على تنقية المياه وتخليصها من الشوائب، فهي تقوم بتبريدها وتسخينها كذلك لتكون أسهل للاستخدام اليومي، ومع أنها تكلف أكثر من الفلاتر الصغيرة الموضوعة على الصنابير، فهي أكثر فعالية وأكثر راحة كذلك.
الحاجة للصيانة أو الاستبدال
عادة ما تتراوح فترة الصيانة المطلوبة للفلتر بشكل كبير حسب نوعه وجودته وقدرته على التنقية، وعلى العموم فمعظم الأنواع والموديلات تحتاج لصيانة جزئية كل فترة من الزمن تمتد من شهر فقط حتى عام او أكثر في بعض الحالات. الصيانة عادة ما تكون بسيطة ويدوية ويمكن القيام بها بسهولة كبيرة، لكن بعض الأنواع وخصوصاً تلك التي تتراوح فترات صيانتها لفترات طويلة من الزمن قد تحتاج لمختص ليقوم بالصيانة الدورية.
بالنسبة لاستبدال نظام التنقية بأكمله، فغالباً ما يكون الأمر غير لازم على المدى المتوسط، فمعظم الفلاتر تصمم لتخدم لسنوات طويلة قد تتجاوز عقدين من الزمن، لكن مدة الخدمة الطويلة تحتاج للعناية بها بشكل جيد من ناحية، وصيانتها بشكل دوري ومنتظم دون تأخير كذلك.
في النهاية، اختيار نظام تنقية المياه المناسب ليس بالأمر السهل أبداً، ويتطلب الكثير من التفكير مع التأكد من تحليل المياه في البداية للتأكد من نوع الفلتر المطلوب. لكن مع استشارة المختصين من الممكن الحصول على نظام التنقية الأنسب وضمن الميزانية المتاحة كذلك.
- [[PropertyDescription]] [[PropertyValue]]