حتى مع وجود المتاجر الإلكترونية ومنصات الاختبارات المتعددة على شبكة الإنترنت، والتي تتيح معرفة كامل تفاصيل التلفاز، فالعديد من المستخدمين لا زالوا يعتمدون على زيارة المتجر بأنفسهم، واختيار تلفاز من الأجهزة المعروضة للقيام بشرائه.
ومع أن هذه الطريقة منتشرة للغاية حتى الآن، فكثيراً ما تصادف المستخدمين حالات حيث يقومون بشراء أجهزة تلفاز ليكتشفوا لاحقاً أنها غير مناسبة لاحتياجاتهم، أو ينقصها ميزات محددة تجعلها غير كافية لاستخداماتهم؛ ومع كون هذه الحالات شائعة للغاية، فمن الضروري معرفة الطريقة المثلى لاختبار أجهزة التلفاز والتأكد من مواصفاتها قبل شرائها في مركز البيع أو المحل التجاري.
التأكد من دقة الشاشة
تأتي أجهزة التلفاز الحديثة بقياسات متعددة، وكذلك بخيارات دقة متعددة تتراوح بين HD 720p وصولاً إلى 4K 2160p. هذه الدقة تلعب دوراً كبيراً في تحديد جودة الصور المعروضة على الشاشة، وبتضمين كل من دقة الشاشة وقياسها؛ يتم تحديد المسافة المناسبة لعرض المحتوى عليه، حيث أن الشاشات ذات الدقة الأعلى تسمح بتجربة مشاهدة ممتعة أكثر، ومناسبة للمشاهدة عن قرب أو من مسافة بعيدة.
من الأفضل تجنب الشاشات الكبيرة ذات الدقة المنخفضة، فشاشة بمساحة 60 إنشاً مثلاً من غير المناسب أن تكون دقتها @720 فقط، حيث ستظهر الصور غير واضحة، ودون تفاصيل كذلك عند الاقتراب منها. عموماً يبقى الحل الأفضل اختيار شاشة بدقة لا تقل عن Full HD 1080p.
واقعية الألوان ونوع التقنية
الشاشات المستخدمة اليوم تقع ضمن تصنيفين أساسيين؛ هما LCD وLED، مع كون النوع الأخير أفضل بكثير من الأول في جميع المجالات، لكنه يبقى مرتفع الثمن أكثر، وضمن هذين النوعين يوجد عدد كبير من الأنواع الفرعية مثل IPS LCD وOLED وAMOLED وغيرها، حيث ينصح دائماً باختيار الأنواع التي تعتمد على لوحات LED.
شاشات LED تتفوق بكون ألوانها أكثر حيوية ووضوحاً، مع كون اللون الأسود داكناً وواضحاً، كونها تعمل على إضاءة كل نقطة من الشاشة بشكل منفصل (وهذا ما يجعلها موفرة للطاقة كذلك)، بينما شاشات LCD تعمد إلى إضاءة الشاشة بأكملها، بغض النظر عن كون النقاط ملونة أو لا، وهو ما يجعلها أسوأ من نظيرتها بشكل ملحوظ.
للتأكد من جودة الألوان؛ يمكن استخدام هاتف ذكي ذي شاشة مميزة (بالأخص هواتف مجموعتي S وNote من Samsung) لعرض صورة مشابهة للمعروضة على التلفاز، ومقارنة الألوان بينهما، علماً أن الهواتف ذات الجودة العالية تقدم جودة ألوان أفضل من أجهزة التلفاز، لذلك فهي مفيدة كنقطة مقارنة لألوان التلفاز.
مستوى الإضاءة في التلفاز
يعد مستوى الإضاءة من النقاط المهمة لأجهزة التلفاز، فالأجهزة ذات الإضاءة الضعيفة لا تظهر محتوى واضحاً بوجود إضاءة قوية في الغرفة، كما أنها لا تستطيع عرض المحتوى بوجود ضوء الشمس المباشر عليها، لكن الإضاءة واحدة من النواحي التي لا يمكن قياسها بالعين المجردة، بل تحتاج لقراءة معلوماتها عن غلاف المنتج، حيث عادة ما تتضمن التفاصيل قوة الإضاءة التي تقاس بوحدة nit، وأي قياس أعلى من 300 يعتبر جيداً في العموم، لكن الإضاءة الأدنى من 250 nits؛ لن تكون جيدة كفاية في جميع الظروف.
عموماً تأتي الشاشات إما بشاشات عاكسة أو شاشات "Matte" لا تعكس الضوء، وبينما النوع الأول يبدو أجمل شكلياً أثناء إيقاف عمل التلفاز، فعكسه للضوء يجعل مشاهدة البرامج صعبة للغاية في حالات الإضاءة القوية أو ضوء الشمس المباشر، بينما تقدم الشاشات ذات السطوح غير العاكسة جودة عرض أفضل في هذه الظروف.
نظام التشغيل
تتوافر أجهزة التلفاز اليوم بالعديد من الإصدارات مع ميزات متعددة، فبينما يحتفظ بعضها بنظام تشغيل مبسط دون إعدادات متقدمة، فالأجهزة الحديثة ذات الجودة العالية تعمل بأنظمة التشغيل Android أو Tizen، مما يجعل التلفاز قابلاً للتحكم به بشكل مشابه للهواتف الذكية، مع دعم برامج البث عبر الإنترنت مثل Netflix وHulu وغيرها، وحتى تصفح الفيديو على موقع YouTube.
بعض أنواع التلفزيونات تأتي مع مستقبل بث فضائي مدمج ضمنها، حيث تتيح وصل الكابل بشكل مباشر بالتلفاز لاستعراض القنوات الفضائية المتعددة، ومع أن هذه الميزة غير منتشرة بشكل كبير، فمن السهل معرفتها بملاحظة وجود مدخل كابل خاص على جانب التلفاز.
دعم الإدخال المتعدد (مداخل الشاشة)
وفقاً لنوعها ووقت تصنيعها والشركة المصنعة لها، فأجهزة التلفزيونات تأتي مع مجموعة كبيرة من خيارات الإدخال، قد يستخدم أحدها أو جميعها أحياناً. هذه الأساليب تتضمن مداخل HDMI ومداخل الفيديو والصوت المتعددة على شكل 3 كابلات ملونة، بالإضافة لمداخل البث التناظري، التي تأتي على شكل وصلة عريضة مع عدد كبير من النتوءات المعدنية داخلها مصطفة في 3 صفوف.
بالنسبة للوقت والتكنولوجيا الحالية؛ فالمدخل الأهم هو مدخل HDMI، الذي يعد وجوده ضرورة لأي تلفاز حديث، كما أنه من المفيد وجود مداخل متعددة للفيديو والصوت في حال كان جهاز الاستقبال الفضائي من النوع القديم، إلا أن المآخذ التناظرية لم تعد مستخدمة منذ زمن، وسواء كانت موجودة أو لا، فالاستفادة منها معدومة.
تبعاً لحجم وسماكة التلفاز وتصميمه، عادة ما توجد هذه المنافذ على أسفل الحافة اليسرى، أو على الحافة السفلية، أو في أحيان قليلة على الجهة الخلفية للتلفاز، ويمكن تمييز هذه المنافذ بسهولة عند النظر إليها.
دعم الاتصال عبر USB
واحدة من الميزات المهمة التي تقدمها أجهزة التلفاز الحديثة، هي دعم مشاهدة الفيديو والصور، وحتى تشغيل الموسيقى، باستخدام وحدة تخزين خارجية معتادة، توصل عبر منفذ USB، وعادة ما يكون موجوداً على الحفة اليسرى للتلفاز أو مع الوصلات الأخرى.
بالإضافة للتأكد من وجود منفذ USB، يجب التأكد من وجود مدخل بطاقات ذاكرة، حيث أن هذا المنفذ -وعلى الرغم من أنه لا يعد بأهمية منفذ USB- يقدم ميزات مشابهة، ولو أنه نادر الوجود إلا في بعض الموديلات المحدودة.
مستوى استهلاك الطاقة
على الرغم من أن أجهزة التلفاز عموماً تعمل بمستويات طاقة منخفضة للغاية، فعلى المدى البعيد من الممكن لفرق صغير بالاستهلاك أن يكلف الكثير من المال، فأجهزة التلفاز كثيراً ما تعمل لفترات ممتدة من الزمن، وتدوم لسنوات طويلة، مما يجعل اختيار تلفاز موفر للطاقة استثمار جيد، مع الإشارة إلى أن شاشات LED أقل استهلاكاً للطاقة بكثير من نظيرتها من نوع LCD.
يمكن معرفة معدل استهلاك الطاقة الخاص بالتلفاز بقراءة معلوماته على الغلاف الخارجي أو في دليل المستخدم، كما أن لوحة المعلومات الموضوعة على الجزء الخلفي للتلفاز غالباً ما تتضمن معلومات استهلاك الطاقة بجانب التيار الكهربائي الوارد، حيث تقاس الطاقة الكهربائية بالواط الساعي.
في النهاية، قرار شراء تلفاز يتطلب الكثير من التخطيط لاستثمار المال بالحصول على المنتج الأفضل، لذلك من الأفضل البحث مسبقاً عن أجهزة التلفاز المتاحة ومواصفاتها، ولو أنه مع النصائح المذكورة سابقاً، من شبه المؤكد الحصول على جهاز تلفاز مناسب للحاجات الأساسية للمستخدم.